عين الخليل

المجاهد القسامي / باسل محمد القواسمي

الساعة 12:44 م بتوقيت القــدس

المجاهد القسامي / باسل محمد القواسمي
رفض الاستسلام حتى الرمق الأخير

أنا مهاجر يا أمي لا تمنعيني..ولا تبكيش علي ولا تجرحيني..ترى ما ظل للصبر بالقلب ميل..مادام الروح ممزوجة بديني..يا أمي، يا أمي هالطفل الصغير شعر راسو شاب من قبل اوانو صدقيني..
والحجر والصخر لو وضعتيه بالقلب ذاب من عمل ابن صهيون اللعين..يا أمي (إذا أنا استشهدت يا أمي لا تبكي ولا تحزني وعليك ان تفرحي أكثر من فرحتك بزواج أبناءك، هذه طريقي اخترتها بنفسي ولم يجبرني عليها احد وسأظل عليها حتى الشهادة.)
كانت هذه الكلمات آخر ما تفوه به الشهيد المجاهد باسل شقيق القواسمي من مدينة الخليل لوالدته عندما طلبت منه الزواج والاستقرار.

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد القسامي باسل محمد شقيق عبد القادر القواسمة بتاريخ 7/9/1977 في مدينة الخليل في شارع عين سارة قرب مسجد الحرس.
تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الفاروق الأساسية ثم مدرسة الراشدين والحسين الثانوية وهو الآن طالب في السنة الثالثة في جامعة الخليل تخصيص لغة إنجليزية وحاصل على تقدير ممتاز وقد ولد الشهيد لأسرة مجاهدة عرف عنها التدين والتقوى والالتزام بشريعة الله ومباديء الإسلام وله من الأشقاء سبعة وشقيقة واحدة.
وهو ابن شقيق الشهيد القائد الغني عن التعريف عبد الله القواسمة الذي اغتيل في مينة الخليل في العشرين من شهر حزيران الماضي.
وكان شهيدنا ملبيا لنداء الله بإقامة الصلاة في المساجد وخاصة مسجد الحرس وقد ضرب الأمثلة في التقوى والصبر على الطاعات حتى انه كان يقوم الليل سراً ويقرأ القرآن والأوراد اليومية والمأثورات ويحب مساعدة الآخرين حتى انه لم يبخل بمساعدته على احد .
وتقول والدته ام حسن لقد كان باسل كريما جدا حتى انه كان ينفق مصروف جيبه على اطفال الحي ولا يبقي لنفسه شيء حتى أنني كنت أقول له انك تبالغ في الإنفاق يا باسل .
وتضيف انه كان على علاقة حميمة بإخوانه في البيت وكان دائما هو الداعية الذي يذكر أهل البيت بالصلاة في المسجد والالتزام بالشرع الحنيف أما شقيقه الأصغر إبراهيم الذي لم يكمل السنة الرابعة فقد كان يحمل راية خضراء ويصول وسط النساء اللواتي تجمعن لتقديم التهنئة ويقول (بالروح بالدم نفديك يا شهيد) فقد قال انه يحب شقيقه باسل كثيرا لأنه كان يسمح له بالنوم في فراشه وكان يسرد له القصص وأضاف انه ذهب إلى الجنة ولن يعود إليه لكن إبراهيم لم يتحدث عن الحزن واللوعة غير أننا شاهدنا بريق النصر القريب يلوح في عينيه الجميلتين .

مجاهد حتى آخر رمق

وقد حافظ باسل على خطه الجهادي حتى اللحظات الأخيرة وتقول أمه ان آخر حديث لها مع باسل كان حول زواجه حيث بذلت جهدا لإقناعه بأن يتزوج ويستقر لكنه رد عليها قائلا .. يا أمي لوكنت أفكر في الزواج لطلبت اية فتاة وعشت معها حياة الرفاهية والسعادة وما عليك الا ان تدعي الله ان يرزقني الشهادة مقبلا غير مدبر وان تفرحي كما تفرحين لزواج إخواني وزيادة .
وتضيف ام حسن ان باسل كان يتميز بالسرية التامة وكان يحافظ على سر إخوانه ولما أصبح مطاردا تفاجأت في ذلك حيث لم نعهد عليه الأعمال العسكرية .
وتضيف انه كان في الفترة الأخيرة يشارك في مسيرات وندوات حركة حماس بشكل عادي وكان كتوما حتى اللحظات الأخيرة وتشير ام حسن أننا عندما كنا نناديه باسمه وهو صغير كان يقول نادوني بالمهندس باسل (وقد حقق حلمه)
وتضيف ام حسن لقد كان حنونا ويحترم أعمامه وعماته وإخوانه وخالاته وأكثر من يحترم الشيخ عبد الله القواسمة قائده ومعلمه وعمه الذي استشهد في عملية اغتيال في العشرين شهر حزيران الماضي .
وتقول ام حسن ان الشيخ عبد الله (ابو ايمن) كان يحوز على احترام وتقدير الجميع وكان ذو هيبة ووقار في العائلة .
وكان الشهيد باسل ذو علاقة حميمة بالشهيدان احمد عثمان بدر الذي استشهد قبل أسبوع والشهيد عز الدين مسك وكان لا يعمل أية عمل إلا بعد أذنيهما .
وكان الشهيدان بدر ومسك قد استشهدا في عمارة حسن القواسمي في اشتباك مسلح مع قوات الارهاب الصهيوني وشاءت قدرة الله ان لا يكون باسل معهما .
وفي اليوم الذي استشهد فيه احمد بدر وعز الدين مسك حضرت قوات الإرهاب إلى منزل الشهيد عبد الله القواسمة وقامت بتفجيره وتفجير منزل شقيقه الشيخ شفيق القواسمي والد الشهيد باسل وتقول ام حسن ان جنود الاحتلال دمروا المنزل للضغط علينا لتسليم باسل وتضيف ان المنزل مكون من شقتين كل شقة مكونة من ثلاثة غرف وتوابعها تم تدميرها على محتوياتها .
وخلال مطاردة قوات الإرهاب لباسل كان جنود الاحتلال يقتحمون الحي ليلا وكانوا يقومون بطردنا خارج المنزل وكانوا يعيثون فيه فسادا من تحطيم وتفتيش وتخريب وكانوا دوما يطلبون منا تسليمه لهم .
وتشير إلى ان باسل أصبح مطلوبا لقوات الاحتلال في الاجتياح الثاني لمدينة الخليل قبل عام ونصف تقريبا حيث جاء جنود الاحتلال لاعتقاله ولم يجدوه ورفض العودة إلى المنزل.
وتقول ام حسن لم اتوقع له الشهادة قبل المطاردة لكنني كنت اعتبرها حقيقة واقعة لامحاله بعد المطاردة .

قصة الاستشهاد

كانت قوات الإرهاب تبحث عن باسل ليلا ونهارا وكانوا يحضرون إلى المنزل عائلته في أوقات متقاربة وعندما استشهد الشيخ عبد الله القواسمة حضرت قوات الإرهاب الى منزل العائلة واعتقلت والدته ام حسن وكانت مريضة جدا حتى ان جنود الاحتلال حملوها على نقالة المرضى واحتجزوها لمدة ثلاثة ايام في مكتب الارتباط في الخليل وتم التحقيق معها وطلبوا منها الضغط على باسل لتسليم نفسه ولكنها قالت لهم إنها لا تعلم أين هو وقد اعتقلت معها والدة الشهيد عز الدين مسك ولنفس الغرض .
وبعد استشهاد عز الدين واحمد ضيقت سلطات الاحتلال عليه الخناق وفي صبيحة يوم الاثنين 22/9/2003 كان الشهيد باسل في موعد مع الشهادة حيث حاصرت قوات الارهاب منزل المواطن أكرم شاهين في حي البصه الى الجنوب من مدينة الخليل وقامت بإخلائه من سكانه وأخذت تساومه على الاستسلام وقامت بإدخال امرأة إلى المنزل قبل قصفه وطلبت منه ان يسلم نفسه لكنه قال لها بشموخ "لن يساومني احد على إسلامي وديني" لن اخرج ولن استسلم.
وبحسب روايات شهود عيان فان الشهيد كان يختبىء في بئر مياه قريب من المنزل وقامت قوات الإرهاب بالمناداة عليه بمكبرات الصوت لتسليم نفسه لكنه رفض فقاموا بقصف المنزل بقذائف الدبابات ثم قاموا بتسويته بالأرض بجرافة من نوع (دي 9) ثم اخرجوا الشهيد والقوه على الأرض بعد ان جردوه من ملابسه .
وكانت عائلة القواسمة التي رفعت رأس الخليل عاليا قد قدمت العديد من الشهداء والاستشهاديين خلال انتفاضة الأقصى من أبرزهم الشهيد محمود القواسمي منفذ عملية شارع موريا في حيفا والتي قتل فيها 17 صهيونيا .
والاستشهادي حمزة القواسمي منفذ عملية مستوطنة خارصينا والاستشهاديان منفذا عملية كريات أربع التي قتل فيها أربعة صهاينة وهما حمزة القواسمي ومحسن القواسمي .
هذا بالإضافة إلى الشهيد القائد عبد الله القواسمة الذي استطاع تجنيد أكثر من 20 استشهاديا جلهم من مدينة الخليل ونفذوا عمليات استشهادية ناجحة وقتلوا أكثر من 100 صهيوني في اقل من عام ونصف من عمر انتفاضة الأقصى الباسلة بدءاً من عملية أدورة التي نفذها الاستشهادي طارق دوفش وانتهاءا بعملية شارع حاييم بارليف التي نفذها الاستشهادي رائد مسك.

المصدر / عين الخليل
البث المباشر