عين الخليل

الشهيد القسامي / إياد علي عيسى البطاط

الساعة 11:19 ص بتوقيت القــدس

الشهيد القسامي / إياد علي عيسى البطاط
مسيرته في الجهاد انتهت بالشهادة


يحتفل الفلسطينيون في الرابع عشر من كانون أول كل عامٍ بذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أما أهالي الظاهرية قرب الخليل فيجدون في المناسبة فرصةً خاصةً ليعيشوا مع ذكريات شهيد الانطلاقة وابن بلدتهم "النقيب إياد".
حياته حكايةٌ، ومسيرته في الجهاد سيرةٌ ستبقى تتداولها الأجيال، وعصابته الحمراء تروي من بين خيوطها الكثير من تفاصيل المرحلة، أما وجهه الباسم فينبئك بالكثير عن قصةٍ شابٍ باع الدنيا وحمل صفة "شهيد" هو المجاهد القسامي البطل "النقيب" إياد عيسى البطاط.

يتوارثون الثورة

لم يفتتح إياد رحلة الجهاد والمقاومة في سجل عائلة البطاط المعروفة بسجلها الناصع في محافظة الخليل، فجده الثائر عيسى البطاط الذي أرعب الانجليز كان من أبرز قادة "ثورة القسام" عام 1936م واستشهد عام 1938.
أما إياد الذي عرف في أوساط أهالي الظاهرية وبين المجاهدين من رفاق سلاحه فواجه الاعتقال والمطاردة ثم الشهادة وكان جديراً بحمل رتبة "النقيب".
وامتد جهاد العائلة إلى اعتقال والد شهيدنا وأمه وأشقائه وشقيقاته، وظلت الملاحقة لهم قائمةً حتى بعد استشهاده، فأسرته أنجبت المجاهدين القساميين هيثم ورأفت البطاط المحكومين بالمؤبدات.

نشأة ثائر

ولد الشهيد إياد علي عيسى البطاط في بلدة الظاهرية بتاريخ 28-12-1977 من عائلة مجاهدة عرف عنهم الزهد والصلاح.
وكبقية رفاقه في مسيرة الخلود نحو الفردوس، عرف عن الشهيد ارتياد المساجد منذ صغره، فهو الذي تربى في بيئةٍ مجاهدةٍ.
كانت الانتفاضة الأولى التي اندلعت في 9121987، ميدان المواجهة الأول الذي خاض شهيدنا غماره رغم حداثة سنه في ذلك الوقت، ومنذ الصغر كان إياد يتصدى للاحتلال ويرشق دورياته العسكرية وقطعان مستوطنيه بالحجارة، فكان من ابطال الحجارة.
انتمى إياد لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ نعومة الأظفار، وانتسب لسواعدها الرامية، وأصيب خلال إحدى المواجهات بين الفتية وقوات الاحتلال في بلدته الظاهرية، كما اعتقل في السجون الصهيونية وصدر بحقه حكمٌ بالسجن لعامين، وأفرج عنه في1996.

في جيش القسام

بعد الإفراج عنه، قرر شهيدنا توسيع العمل الجهادي، فمن الحجارة انتقل للتخطيط لقتل الجنود حيث نفذ أول عميلةٍ في مستوطنة "تينا" عام 1997 مع رفيق دربه الأسير القسامي حسام القيسية المحكوم بالسجن 4 مؤبدات، حيث قام المجاهدان بطعن جندي واغتنام سلاحه.
أصيب إياد في تلك العملية بجروحٍ في يده، فتم الكشف عن هوته وربطه بالعملية فبدأت رحلة مطاردته من قبل قوات الاحتلال.
كانت مطاردة إياد بداية طريقه للالتحاق بـ" كتائب الشهيد عز الدين القسام"، فانتظم في صفوف الكتائب فارساً مقاتلاً لا يدع وسيلةً إلا واتخذها طريقاً لقتال المحتلين.
وكانت هتلك الفترة عصيبةً على عائلة الشهيد، حيث قام الاحتلال باعتقال أفراد العائلة وتم اعتقال أمه وأبيه وأخته وجميع أشقائه وأصهاره _أزواج شقيقاته_ في فترات متباعدة للضغط على بطلنا لتسليم نفسه، لكن هيهات لمن ربط مصيرة بجنة السماء وعلق بها قلبه، أن تقعده كل ضغوط الأرض.
نفذ الشهيد إياد عدة عملياتٍ في فترة المطاردة منها عمليةٌ في منطقة الحرس في نهاية عام 1997 وقتل فيها جنديين صهاينة.
كما نفذ عملية مثلث السموع في عام 1998م مع رفيق دربه الأسير المحرر إلى قطاع غزة أمين الطل أدت لإصابة جنديين صهيونيين بجراح.
عاد شهيدنا من جديد إلى مثلث السموع في 1411999 لينفذ عمليةً أخرى أسفرت عن مقتل جنديٍ من القوات الصهيونية الخاصة وإصابة آخر، فيما أصيب في العملية رفيقه المحرر البطل أمين الطل وتم اعتقاله، بينما تمكن الشهيد إياد من الانسحاب سالماً ليواصل مسيرة الجهاد.

السطور المشرفة

بعد تلك العملية، شددت قوات الاحتلال من ملاحقتها لإياد، كانت اجهزة مخابرات الاحتلال وجيشه يدركون القيمة النوعية لمجاهدٍ مثله لا يتوقف عن التفكير بالعمليات، ولا ينسحب من ميدانها قبل إيقاع أبلغ الخسائر بالمحتلين.
وبتاريخ 13/12/1999، وقبل يومٍ واحدٍ من ذكرى انطلاقة "حماس" الثانية عشر، كانت منطقة بيت عوا على موعدٍ مع كتابة الفصول الخيرة في سيرة ذلك البطل، بعد أن قامت قوات الاحتلال بمداهمة منزل الأسير المحرر إسماعيل مسالمة حيث كان إياد، لتشتبك معه لعدة ساعات.
كانت سطور النهاية التي خطها إياد بدمه مشرفةً كما هي قصة بداياته الرائعة، رفض شهيدنا خلال ساعات الحصار تسليم نفسه، وأطلق العنان لسلاحه لينطق بلسان فلسطين فيجرح عدداً من جنود الاحتلال.
ومع انجلاء غبار المعركة، ترجل الفارس المغوار إياد البطاط واستشهد معه رفيقه نادر المسالمة، وأصيب صاحب المنزل الذي آواه بجراح خطيرة.
واليوم، ما زال الصهاينة يبحثون عن سلاح شهيدنا المجاهد وهو رشاشٌ أوتاماتيكيٌ من نوع "إم 16" غنمه من أحد الجنود.
رحل إياد تاركاً سيرته العطرة وأثره الكبير في كثيرٍ من الشباب، حيث قرر الأسير حسام القيسيه رفيق دربه إنشاء خليةٍ باسمه نفذت عدة عملياتٍ على أطراف بلدة الظاهرية.
تلك هي حكاية إياد، وعد وكان من دمه الوفاء، قصةٌ ستبقى "أمامة" ترويها للأجيال عن ميثاقٍ مقدس جمع "حماس" بفلذات أكبادها الأبرار، فالرجال يستشهدون ويؤسرون، ويأتي من بعدهم من يسير على طريق الثار للشهداء والحرية للأسرى.

المصدر / عين الخليل
البث المباشر