عين الخليل

من شهداء الخليل.. الشهيد رائد عبد الحميد مسك

الساعة 09:47 ص بتوقيت القــدس

ميلاد قائد

ولد الشهيد رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك في مدينة الخليل بتاريخ  24-1-1974م، وكان يعمل مدرسا في مدرسة رابطة الجامعيين ، و هو متزوج  و له من الأبناء مؤمن وسما و يحيى.
وفي حديث خاص لمراسل موقع القسام مع أم مؤمن زوجة الشهيد رائد مسك  قالت عن زوجها: "لم أعهد أبا مؤمن رجلا عسكريا ولا يتحدث كثيرا في السياسة كان كل حديثه ينصب حول القرآن وإعجازه وأحكامه وأوامره ونواهيه، كان يتحدث كثيرا عن الأخلاق والعبادات والآداب العامة وكان يحب المطالعة وخصوصا قراءة القرآن الكريم وتدبر أحكامه".
وتضيف أم مؤمن كان زوجي واصلا لرحمه علما بأن له (11) شقيقه إلا أنه كان يزورهن باستمرار واذكر انه كان يزورهن في الأعياد ويقدم لهن عيديه خاصة به وعيديه خاصة بوالده في اليوم الذي سبق العملية اشترى ابو مؤمن العديد من الأشرطة الإسلامية وقام بإهدائها لأشقائه وشقيقاته  وآخر لقاء بيننا كان عندما ا طلب مني زيارة إحدى شقيقاته وطلب منها أن يكون الطعام على حسابه وبعد تناول الطعام همس في إذن شقيقته كي تصر علينا للمبيت عندها دون أن أعلم أنا، وربما كان هذا جزء من تكتيكه لنجاح العملية وقمنا فعلا بالمبيت عندها وتضيف أم مؤمن بأنه كان مثال الزوج الصالح، وكان حريصا جدا على ربطنا بالقرآن وكان يساعد طفله مؤمن على قراءة القرآن والآن ابني يحفظ سورة تبارك والنبأ والعديد من السور القصيرة، وكان معروفا (بتفريج الكرب) وأذكر أنه كان لا يبيت ليلة إذا قصده ذا حاجة حتى يقضي له حاجته وكان كثيرا ما يعطي من يحتاج نقودا حتى لو كان بحاجة ماسة لها، وكان يحب الأطفال بشكل لا يوصف ويحب إطعامهم بنفسه وعندما كان الأطفال يتأخرون في تناول الطعام كان يقول لهم من يحضر وعاءه فارغا سأصطحبه معي إلى السوبر ماركت فكان الأطفال يتسابقون في تناول الطعام.
وكان مرتبطا ارتباطا وثيقا بأطفاله وزوجته وكان يضع في برنامجه دوما أن يأخذنا إلى المطاعم ومحلات الحلوى ويحرص أن يتزاور مع أقاربه وكنت أشعر بالحياء عندما كنا نسير سويا في الشارع لكثرة معارفه. يطرح التحية على هذا ويصافح هذا ويتحدث مع هذا وكان ذو شعبية كبيرة.
 وتتذكر أم مؤمن أنه أحضر لها جهاز كمبيوتر كهدية في ذكرى زواجهم الأول.

تعليمه

تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الجزائر أما المرحلتان الإعدادية والثانوية فقد تلقاهما في المدرسة الشرعية للبنيين حيث التحق ليكمل الدراسة بكلية المجتمع في الأردن وأكمل السنة الثانية ولم يستطع إكمال دراسته لظروف قاهرة وعاد إلى جامعة الخليل حيث التحق بكلية الشريعة وحصل على شهادة البكالوريوس، وانتسب لجامعة النجاح الوطنية من أجل الحصول على شهادة الماجستير.

اعتقاله وحبه لأسرته

اعتقل لدى الاحتلال في عام 1989 وكان عمره 15 عاما  ومكث في السجن مدة عام وتوفيت والدته وهو في السجن حيث تألم لموتها حتى انه وكلما استحضر سيرتها كان يبكي.
كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بأطفاله وزوجته وكان يضع في برنامجه دوما أن يأخذنا الى المطاعم ومحلات الحلوى ويحرص أن يتزاور مع أقاربه وإذا مشى في الشارع يده لا تفارق جبينه لكثرة ما يطرح السلام على المارة من معارفه وأحبابه وتقول إنه أحضر لها جهاز كمبيوتر كهدية في ذكرى زواجهما الأول.

معلم لأستاذه

في الحقيقة سمعنا الكثير الكثير عن الشهيد رائد وأروع القصص التي رويت عنه فقد سئل يوما وهو على مقاعد الدراسة من قبل أستاذ له كان الشهيد يقدره ويحترمه حيث سأله الأستاذ، ما هي أمنيتك يا رائد، فأجاب بتواضع أن أصبح مثلك يا أستاذ، وبعد سنوات عده قابل هذا الأستاذ تلميذه رائد فأنبهر منه وأعجب به وقال له لقد حقق الله أمنيتك وزيادة.
وتمضي سنون طويلة ويحدثنا أحد الأساتذة الذين درسوا رائد في المرحلة الثانية أنه علمه في المدرسة وبعد عدة سنوات فوجئ بأن الشخص الذي يشرف على مادة امتحان التجويد في المسجد علي البكاء ما هو إلا تلميذه رائد.
وتقول زوجته انه تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما وكان لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن زينة حديثه وهمسه وكلامه, وكان يصف لي شغفه بالقرآن كلما تحدث معي بأي حديث فكان يقول أن كل حرف من القران يحتوي على كنز وكل كلمه تحوي على حكم كثيرة وكان الشهيد خطيبا مفوها  فكثيرا ما كان يلقي خطبة في مسجد الحرس شمال مدينة الخليل ومسجد علي البكاء وسطها وكان فارس لمنابر الخليل لم يترك منبرا إلا اعتلاه وكان صواما قواما  ولا يصلي الصلاة إلا في المسجد.
وتتذكر أم مؤمن قائله كان يحب الشيخان صلاح ألخالدي وعبد الفتاح أبو غدة ويحب مؤلفاتهما والتي تتحدث عن إعجاز القرآن الكريم.
وكان يحرص على اقتناء الكتب الإسلامية ويوجد لديه مكتبه في هذا الصدد. ويحب المطالعة حتى وإن كان يمشي في الشارع.
وكان دائم الترديد (اللهم ارزقني الشهادة قبل الشهادة) ويقصد الشهادة في سبيل الله قبل نيله شهادة الدكتوراه التي كان يسعى إليها وكنت كلما سمعت هذا الدعاء أرد عليه قائلة (اللهم ارزقه الشهادة بعد طول عمر وطول عمل) وكان يغضب مني إذا سمع هذا الدعاء

بار بوالديه

وتقول أم مؤمن إن الشهيد اعتقل لدى  الجانب الصهيوني قبل استشهاده بـ14 عاما ومكث في السجن لمدة عام وشاء الله أن تتوفى والدته وهو في السجن حيث تألم لموتها بصوره لا توصف وكان طوال 14 عاما يبكي لوفاتها، وكلما استحضر سيرتها يبكي بحرارة وقد اعتاد في المناسبات أن يكرم شقيقاته مرتين مرة عنه شخصيا ومرة أخرى عن والده وتضيف أنها لم تلحظ أي تحول في حياة رائد في الآونة إلا خيراً سوى أنها سمعته في اليوم الذي سبق استشهاده ينشد (روحي تاقت للجنة *** وللشهادة استعجلنا).
وطلب منها إن أنجبت مولودا أن تسميه (يحيى) وقد استغربت من هذا الاختيار. وبالرغم من ذلك لو أنجبت ولدا سأسميه رائد.

وجاء البشير

وتقول أم مؤمن أول من بشرها باستشهاد زوجها هو ابنها مؤمن حيث كنت منهمكة في العمل بعد عودتي من منزل شقيقه زوجها حيث جاء إليها مؤمن وأخبرها بأنه شاهد صورة والده على التلفاز وهو يحمل باروده في يده اليسرى والقرآن الكريم في اليد اليمنى وتقول أن مؤمن قال حينها يا أمي لقد ذهب أبي إلى نابلس ومن هناك صعد للجنة، وتضيف عندما ذهبت إلى التلفاز وجدت إن الخبر صحيحا وقد تلقيت الخبر بقوة وإرادة بالرغم من أنني حزينة على فراقه.
وتصف  أم مؤمن لحظاتها الأخيرة معه قائله إن الشهيد تعمد أن يصطحبني أنا والأطفال إلى منزل شقيقته وقال بأنه سوف يعمل وليمه على حسابه وبعد المغرب طلب من أخته أن تلح عليه للمبيت عندها دون أن تعلم وقد نمنا تلك الليلة عندها وتقول شقيقته بأنها لاحظت بأن رائد كان يقوم الليل ويتوجه إلى الله بالدعاء وكان منهمكا في قراءة القرآن وشاهدته وهو يتنقل بين الغرف وشعرت أنه لم ينم للحظة واحدة وهو يراقب النوافذ والأبواب.
وبعد أذان الفجر توضأ ثم خرج للصلاة وقال انه سوف يذهب إلى مدينة نابلس من أجل رسالة الماجستير وبعد أن خرج من المنزل عاد إليها وودعها قائلا ربما لن أراك وربما اعتقل أو أستشهد، وكان كلما خرج إلى نابلس يقول لي هذه العبارات وقد اعتدنا عليها سويا وهذا ما جعلني ألا ارتاب من الأمر وقال لي أنه سوف يتصل بي عندما يصل إلى الجامعة فانتظرت باقي اليوم ولم يتصل بي وشعرت في ساعات المساء بالقلق علما بأنني لم أتوقع في يوم من الأيام أن يقوم بهذا العمل.
وتضيف أن الشهيد أعطاها 50 دينارا قبل خروجه وأعطى شقيقته 50 دينارا، وتضيف بالرغم من هدوء شخصيته إلا أنه كان يتأثر للمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

توفيق رباني

وتضيف أم المؤمن لا أذكر أن رائد دخل منطقة القدس الغربية ولو لمرة واحده في حياته، إن ما حصل هو معجزة ربانية وتوفيق من الله وحده.
وبحسب المعلومات الاستخباراتيه فإن رائد تخفى بزي المغتصبين وصعد إلى الحافلة رقم 12 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق (حائط المبكى) وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي، وفي العادة كانت الاستخبارات الصهيونية تجمع معلومات عامة عن الشهيد للمساهمة في تشخيصه من قبل المارة وركاب الحافلة لكن هذه المرة لم تستطيع جمع المعلومات حيث لم يلاحظ أحد أن الذي صعد إلى الحافلة سيفجر نفسه بعد لحظات.
وقالت المخابرات أيضا أن العبوة التي انفجرت في الحافلة تزيد عن 5 كغم، ما أدى إلى مقتل ال20 صهيونياً وإصابة 150 آخرين.

الحافظ لكتاب الله

ويشتد إعجاب معلميه به أكثر حينما أصبح مشرفا على دورات تحفيظ القرآن في مساجد الخليل والمحافظة وكان من المفترض أن يشرف على عدة دورات خلال الأسبوع الذي استشهد فيه ومن الذين اشتد إعجابهم به أستاذ له حدثنا أنه درّس رائد في المرحلة الثانوية ثم انتقل للعمل كإمام مسجد وبالرغم من الدرجة العلمية التي حصل عليها الأستاذ إلا أنه فوجئ بأن الشخص الذي يشرف على مادة امتحان التجويد في المسجد علي البكاء ما هو إلا تلميذه رائد.
تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما وكان لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن أول حديثه وآخره , وكان الشهيد خطيبا مفوها  فكثيرا ما كان يلقي خطبة في مسجد الحرس شمال مدينة الخليل ومسجد علي البكاء وسطها وكان فارس لمنابر الخليل لم يترك منبرا إلا اعتلاه وكان صواما قواما  ولا يصلي الصلاة  إلا في المسجد.

ذكريات رائد

بقدر الفرحة التي عمت قلوب الناس لنجاح العملية بقدر ما شعر الناس بالألم لفراقه وقد كان الناس يواسون أنفسهم بأن رائد من أهل الجنة وهو في رحاب الله الطاهرة،هناك قصص رائعة سمعناها عن رائد ولعل أغربها قصة حدثت بينه وبين أحد مدرسيه في المدرسة الشرعية  فقد سئل يوما وهو على مقاعد الدراسة من قبل أستاذ له كان الشهيد يقدره ويحترمه حيث سأله الأستاذ, ما هي أمنيتك يا رائد, فأجاب بتواضع أن أصبح مثلك يا أستاذ, وبعد سنوات عده قابل هذا الأستاذ تلميذه رائد فانبهر منه وأعجب به وقال له لقد حقق الله أمنيتك وزيادة.
وكان يتألم كثيرا للمجازر التي تحدث ضد الفلسطينيين وكان يحرص على اقتناء الكتب الإسلامية ويوجد لديه مكتبة، ويحب المطالعة حتى وان كان يمشي في الشارع، ودائم الترديد اللهم ارزقني الشهادة قبل الشهادة) ويقصد الشهادة في سبيل الله قبل نيله شهادة الدكتوراه التي كان يسعى إليها وكنت كلما سمعت هذا الدعاء أرد عليه قائلة (اللهم ارزقه الشهادة بعد طول عمر وطول عمل )وكان يغضب مني إذا سمع هذا الدعاء.
اشترى قبل استشهاده بيوم واحد عدد من الأشرطة الإسلامية ووزعها على جميع معارفه وأقاربه، و نام في الليلة ما قبل العملية عند شقيقته، ولم ينم تلك الليلة وكان يصلي ويقرأ القرآن ويراقب النوافذ والأبواب ويتنقل باستمرار بين الغرف.

لحظة الشهادة

بعد أذان الفجر توضأ ثم خرج للصلاة وقال إنه سوف يذهب الى مدينة نابلس من أجل رسالة الماجستير وبعد أن خرج من المنزل عاد إليها وودعها قائلا ربما لن أراك وربما أعتقل أو استشهد؟؟ وكان كلما خرج الى نابلس يقول لي هذه العبارات وقد اعتدنا عليها سويا وهذا ما لم يلفت انتباهي على الإطلاق وقال لي إنه سوف يتصل بي عندما يصل الى الجامعة فانتظرت باقي اليوم ولم يتصل بي وشعرت في ساعات المساء بالقلق علما بأنني لم أتوقع في يوم من الأيام أن يقوم بهذا العمل.
وبحسب المعلومات الاستخباراتية فإن رائد تخفى في زي مغتصبين يهود وصعد إلى الحافلة رقم 2 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق (حائط المبكى) وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي, وفي العادة كانت الاستخبارات الصهيونية تجمع معلومات عامة عن الشهيد للمساهمة في تشخيصه من قبل المارة وركاب الحافلة لكن هذه المرة لم تستطيع جمع المعلومات حيث لم يلاحظ أحد أن الذي صعد الى الباص سيفجر نفسه بعد لحظات. وقالت المخابرات أيضا إن العبوه التي انفجرت في الباص تزيد عن 5 كغم، ما أدى إلى مقتل ال20 مغتصباً وإصابة 150 آخرين.

ردة فعل الصهاينة على العملية

أجهزة العدو الأمنية لم تفشل في تشخيص رائد قبل أو بعد دخوله للحافلة فحسب بل أظهرت مدى تخبطها في عملية الرد على العملية وهذا ما جعلها تثبت فشلها مرة تلو المرة فعلى الرغم من اقتحامها لحي واد أبو اكتيلة في الخليل واعتقال 17 فردا من عائلته وهدم منزله الذي لم يسدد الشهيد ثمنه حتى الآن بل لجأت إلى خطوات أكثر شراسة حيث أغلقت مسجد النور ومسجد الحرس ومسجد علي البكاء وهي المساجد التي كانت تشرف على دورات أحكام التجويد التي أشرف عليها الشهيد رائد مسك وهي المساجد التي تنطلق منها في العادة الفعاليات الخيرية والندوات والمحاضرات ويتم فيها الاستعداد للحفلات الدينية ومناسبات الأعياد وهذا يظهر مدى حالة التخبط التي تعيشها أجهزة العدو الأمنية لأنها تعتقد بأن الإسلام يتمثل بالأماكن أو الأشخاص أو الشعارات فقط.  

وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين …الذي جعل للمجاهدين الأجر والتمكين وجعل للشهداء منازل الفردوس ومنازل عليين..والصلاة والسلام على شهيدنا وأمامنا وحبيبنا وقرة عين المجاهدين أمام المجاهدين وقائد الغر الميامين وعلى آله وأصحابه والتابعين…وعلى الشهداء والصالحين ومن سار على درب وطريقه وطريقهم إلى يوم الدين.. وبعد؛

فإنني أنا العبد الفقير الى الله.. أحوج العباد إلى مغفرته ومرضاته.
الشهيد الحي رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك "أبو مؤمن"

إنني سأكتب وصيتي هذه أملا من الله تعالى أن تكون خالصة لوجهه الكريم … وأن يجعلها شهادة خالصة في سبيل الله تراق فيها دمائي.. تتبعثر فيها أشلائي.. وتكون حجة لنا يوم اللقاء.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. وإنني اكتب هذه الوصية في عجالة من أمري ولن أطيل.. لقد سمعت قول الله تعالى يحثني وينادني (من المؤمن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينظر وما بدلوا تبديلاً) وقوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك وهو الفوز العظيم)، ولقد رغبتني أحاديث الشهادة كحديث (للشهيد عند الله ست خصال.. وحديث أن الشهيد يأتي يوم القيامة لونه لون الدم وريحه ريح المسك.. وبيان منزلة الشهداء عند الله إنني لما سمعت ذلك قررت أن أقدم روحي ونفسي ومالي وبيتي وما أملك في سبيل الله لعل الله يقبلني عنده في الشهداء ويكرمني بكرامة الأولياء … ويكفيني فخراً أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته فكيف بي إذا أقبلت على الله شهيداً مقراً لعيون المؤمنين وشافياً لصدورهم (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين) أسال الله بشهادتي هذه أن أشفي صدور قوم مؤمنين.
وإنني إذ أقدم وصيتي هذه على شكل رسائل اسأل الله القبول.
زوجتي الحبيبة.. "أم مؤمن"..أيتها الزوجة الغالية الصابرة المحتسبة والله لا أدري ماذا أقول وبأي حديث أتحدث؟ فقد عشت معك أجمل أيام حياتي، أنا أعلم أنك ستعاني وتتعبي من بعدي، حيث تربية الأطفال.. والتعب.. والنصب.

المصدر / عين الخليل
البث المباشر